' أنـ ا ' و ' هو ' |
مضت خمس سنوات عـلى حـادثة قطعة الطبشور , و هـا قد صـار الطفلان يافعين . بالفعل , تغيرت مجموعة من الأشيـاء بالنسبة ل هو , حيث أصبح يأخذ مصروفـا أكثر منذ طلاق أُمه من أبيه , و أصبح يتمتع بحرية أكبر , وأيضـا ازدادت شعبيته , و صار أكثر شخص مرغوب فيه للصداقة بالثـانوية. لكن الأمور لم تتغير بشكل كبير بالنسبة ل أنـا و أسرته , ف أنـا لا يزال ذلك الفتى النحيف و الفقير , و الذي يزعم الجميع علـى أنه مُحتـال لأنه يستغل صديقه هو للحصول عـلى المـال . أما الأم المسكينة , فلا زالت تشتغل لدى أم هو , و التي ازدادت صداقتهـا معهـا بعد طلاقهـا , فبعد أن شهدت مشهد خيـانة زوجهـا لهـا متلبسا انهـارت و مرضت نفسيتهـا , فكـانت أم أنـا الشخص الوحيد الذي وقف إلى جـانبهـا , و رعتهـا إلى أن استعـادت صحتهـا . و مُذاك و هن أقرب لبعضهن من أي وقت مضى , لكن هذا لم يغير حقيقة أن واحدة خـادمة , والأخرى هي ربة العمل . و أيضـا تطورت صداقة أنـا و هو , حيث أصبحـا يُمضيـان الكثير من الوقت سوية - أكثر من ذي قبل.
خلال الخمس سنوات التي مضت , تعجب الجميع من تغير أداء هو بالدراسة , فقد أضحـى يحرز نقـاطا أفضل بالفروض , و كذلك بالأمتحـانات السنوية المُوحدة , بعدمـا كان دائم الرسوب و يتجـاوز العـام بعـامين . و هـاهو الآن يدرس بالسنة الأولى من التعليم الثـانوي , بعدمـا كان ميؤوسا منه, و كـانت أمه تهدده دائمـا بالإنقطاع على الدراسة . من كـان ليتخيل أن هو سيصبح أكثر نجـابة . 'أكثر نجـابة ' ؟ هذا ما كان يظنه الجميع , لكن الحقيقة أن وحيا لم ينزل على هو كي يتغير حـاله للأفضل هــكذا , فقد كان أنـا وراء ذلك .حيث أنه كـان ينجز تمـارينه المنزلية بدلا منه , و كـان يسهـر الليـالي ليشرح له الدروس و يُسـاعده أيـام الإمتحـانـات ,و للأسف , أحد لم يكن ليظن ذلك . ففي أعين المجتمع , الفقير دومـا هو الذي يستفيد من الغني , و أنـا هو الذي يستفيد من مكانة هو الإجتمـاعية . -حسب مـا يزعم الجميع - .
انتهـى العـام الدراسي , و حل فصل الصيف . فصل الصيف الذي يعنـى ل أنـا الوقت الوحيد خلال السنة حيث يعمل كمساعد في إحدى مخابز المدينة ليعين أمه على المصروف , و كذلك ليجمع المـال الكـافي لشراء المقررات و الأدوات المدرسية في بداية العـام الدراسي التـالي .أمـا هو فينتظر فصل الصيف بفـارغ الصبر لأنه موعد قدوم ابن عمه من فرنسـا .
كـان ابن عم هو من أكثر الأشخـاص إزعـاجـا على الإطلاق , ويكبر هـو بعـامين بينمـا يكبر أنـا بأربع سنوات .كـان من هـواة النوادي الليلية و من هواة الرقص و الموسيقى و التدخين , و كـان يأحذ معه هو كل يوم معه لتلك الأمـاكن . و ذات يوم .. لم تسمح أم هو له بالذهـاب مع ابن عمه , و كـان يُريد الذهـاب بشدة . فلم يكن منه إلا أن يفكر بحجة مُقنعة للجروج في تلك الليلة . لم يمض عليه الكثير من الوقت حتى وجدهـا , وقصد أمه قائلا
:
علي أن أذهب لزيـارة أنـا بسرعـة . فقد أخبرني للتو على الهـاتف أن أخته مريضة جدا , و أنه يحتـاج بعض المـال لاقتناء الدواء من الصيدلية , فهل لك أن تزيديني بعض المـال , فمـا لدي غير كاف .
.آآآه المسكينة . إذهب إلى محفظة نقودي و احمل ما يكفيك من النقود . فأم أنـا صديقتي على أي حـال
فذهب هو لأخذ المـال , و سارع لخـارج المنزل ليجد ابن عمه ينتظره بالسيارة . ما إن أخذ مكانه داخلهـا حتى أخذ يحكي خُطة تملصه من أمه . لكن خطته لم تكتمل بعد , فقد كـان ينقصهـا إخبار أنـا بأمرهـا , حتى لا يفضح أمره . فكـان منهم أن ذهبوا لزيارة أنـا بمنزله , و عرضوا عليه الذهـاب معهم , لم يكن أنـا ليرفض , ففرصة كهذه لا تُعوض , وأيضا هي مناسبة كي ينسى روتين العمل و يمضي بعض الوقت بعيدا عن المشاكل .
لمـا ركب أنـا في السيـارة , و سمع خُطة هـو الذي يلعب دور بطولتهـا , استشـاط غضبا و بدأ بالصراخ في وجهه . لكن ما إن وصلوا إلى النـادي الليلي حتى تبدد غضبه . خصوصـا لمـا شـاهد شكل النـادي , زخـارفه , و ديكوراته , بل و أكثر من ذلك الفتيات الحسنـاوات اللواتي يُزيّن جنبات المحل . فور دخولهم , قصد هو و ابن عمه طـاولة يملئهـا عدة أشخـاص ذكور و إنـاث , و الواضح أن أغلبهم من الجـالية المقيمة بالخـارج . تبعهم أنـا فور انتهـاء دهشته و جلس إلى جـانبهم . و هنـا يبدأ فصل جديد من حيـاة الإثنين .
Nicee :D
RépondreSupprimerAtmiiim Atmiiiim L9iissata Bisour3aaa :D